لو أردنا أن نحصر مشاغل المفكرين السياسيين عندنا لوجدنا أنها تنحصر في مشاغل ستة يمكن للمرء أن يتصورها في شكل درجات سلم تصاعدية أو في شكل ما يحدثه حجر يلقى به في الماء من دوائر تتسع وتتباعد باطراد.
هذه المشاغل الفكرية السياسية الستة هي:
1) الفكرة القبلية أو الجهوية التي نعرفها جميعا في نموذجها الجزيري العربي القديم الذي عبر عنه الشاعر بقوله :
وما قحطانُ لي بأبٍ وأمٍ ولا تصطادني شُبَهُ الضلال
وليس إليهمُ نسبي ولكن مَعَدٌِيًا وَجَدْتُ أبي وخالـي
وفي نموذجها الشمال الإفريقي من خلال تصادم أمواج القبائل البربرية التي لا نعثر اليوم على من يتغنى بها بشكل صريح مثلما كان الشأن قديما وإن كانت كثير من الأحداث هنا وهناك تثبت أن بعض مقوماتها ما زالت ثابتة عند الكثيرين .
2) الفكرة الوطنية وهي على عكس ما سبق سيدة الأفكار إن لم تكن فعلا فقولا. ولقد عرّفها أحد مؤسسي الحزب الدستوري الجديد في تونس وهو محمود الماطري (1897- 1972) على النحو التالي :
“رأيت بدوية جسيمة بيدها حجر تهمٌ بغرزه في الأرض لنصب خيمة المخيٌم الصغير. لقد رمزت بالنسبة إليٌ إلى تونس الخالدة ،تونس حنبعل والكاهنة والأغالبة والزيريين والحفصيين ، إلى تونس التي ليست رومانية ولا بيزنطية ولا عربية ولا أسبانية ولا تركية ولا فرنسية وإنما تونس التونسية”( محمود الماطري ،مسار مناضل بالفرنسية- ص 179) مثلما عبٌر عنها الدستوري الجديد الشاذلي العياري سنة 1974 عندما أجهش على ما يقال بالبكاء وهو يسمع بخبر الوحدة القذٌافية – البورقيبية القصيرة العمر التي ستذهب ، في نظره، بعلم تونس .

إدريس، رواية شمال أفريقية
هذه المقالة تحتوي على تعليق (1)
تعليق واحد ل “إدريس، رواية شمال أفريقية”
أكتب تعليقك هنا
نرجو أن تضع المادة أسفله
المدير المركزي للقناة الأمازيغية
شبكة ‘أزطّا’ تحتج على التمييز ضدّ الأمازيغية
حكومة الفاسيين تشن حربا على الامازيغ بالمغرب : التصريح الحكومي نموذجا.
أمازيغ يحتجون على المعهد الملكي للأمازيغية
أحزان في احتفالات الأمازيغ بسنتهم الجديدة
الشبكة الأمازيغية تلقي بالـمسؤولية على الـمعهد الـملكي
الشبكة الأمازيغية تلقي بالـمسؤولية على الـمعهد الـملكي وعضو منه يؤكد موقف الشبكة المعادي
المملكة تهدي الجزائر ترجمة معاني القرآن الكريم
أمازيغ المغرب يحتفلون بالسنة الأمازيغية الجديدة وسط مطالب باعتباره «يوما وطنيا»
شبكة ‘أزطّا’ تحتج على التمييز ضدّ الأمازيغية

الكتاب لا توجد به كتابة الا صفحة واحدة